{وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}قوله تعالى: {وَفِي عادٍ} أي وتركنا في عاد آية لمن تأمل. {إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} وهي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا، ولا رحمة فيها ولا بركة ولا منفعة، ومنه امرأة عقيم لا تحمل ولا تلد. ثم قيل: هي الجنوب. روى ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الرِّيحَ الْعَقِيمَ الجنوب وقال مقاتل: هي الدبور كما في الصحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور».وقال ابن عباس: هي النكباء.وقال عبيد بن عمير: مسكنها الأرض الرابعة وما فتح على عاد منها إلا كقدر منخر الثور.وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أيضا أنها الصبا، فالله أعلم. قوله تعالى: {ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} أي كالشيء الهشيم، يقال للنبت إذا يبس وتفتت: رميم وهشيم. قال ابن عباس: كالشيء الهالك البالي، وقاله مجاهد. ومنه قول الشاعر:تركتني حين كف الدهر من بصري *** وإذ بقيت كعظم الرمة الباليوقال قتادة: إنه الذي ديس من يابس النبات.وقال أبو العالية والسدي: كالتراب المدقوق. قطرب: الرميم الرماد.وقال يمان: ما رمته الماشية من الكلا بمرمتها. ويقال للشفة المرمة والمقمة بالكسر، والمرمة بالفتح لغة فيه. واصل الكلمة من رم العظم إذا بلي، تقول منه: رم العظم يرم بالكسر رمة فهو رميم، قال الشاعر:ورأى عواقب خلف ذاك مذمة *** تبقى عليه والعظام رميموالرمة بالكسر العظام البالية والجمع رمم ورمام. ونظير هذه الآية: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} حسب ما تقدم.